حتى لا ننسى أبطالنا
الرقاصة بلدية ذات طابع رعوي فلاحي تقع شمال شرق مدينة البيض وتبعد عنها بحوالي 45 كلم وتتربع على مساحة قدرها 2415.70 كلم2 ويبلغ عدد سكانها 10945 نسمة وحدودها كالتالي :
· الشمال : بلدية عين السخونة ( ولاية سعيدة )
· الجنوب : بلدية البيض
· الشرق: بلدية الشقيق (ولاية البيض)
· الغرب: بلديتي الكاف لحمر وبوقطب
سميت الرقاصة بهذا الاسم نسبة لصخرة بيضاء كبيرة على شكل قرص كانت تسمى بالعامية = الرقاص = وعانت الرقاصة على غرار مناطق ولاية البيض والوطن من ويلات الاستعمار الفرنسي الذي أقام بها سنة 1958 محتشدا عسكريا كبيرا ، لا يزال القصر المسمى بالقصير لحمر شاهدا على بشاعة التعذيب الذي كان يحدث داخل هذا المحتشد .
قدمت الرقاصة خلال ثورة التحرير المظفرة خيرة أبناءها فداءا للوطن وثمنا للحرية . من أمثال تناح بن عامر ، بن سليمان محمد ..........وغيرهم كثيرون
و في سنة1991 أنشئت دائرة الرقاصة بموجب التقسيم الإداري الأخير حيث كانت تابعة إداريا لدائرة بوقطب. وقد ضمت ثلاث بلديات هي:
الرقاصة ، الشقيق ، الكاف لحمر
شهدت بلدية الرقاصة خلال سنة 2003 و بالضبط في يوم 09/09/2003 حدثا هاما تمثل في زيارة فخامة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة و تدشينه لثانوية بها أطلق عليها اسم المجاهد ابن المنطقة المرحوم لعماري محمد المدعو المقراني .
محطات من مسيرة المجاهد لعماري محمد المدعو المقراني :
ولد المجاهد لعماري محمد بن عبد القادر خلال سنة 1932 والتحق مبكرا بالحركة الوطنية حيث انخرط فيها سنة 1945 ومن هنا بدأت مسيرته الثورية التي يقسمها في مذكراته إلى مراحل :
يقول : لقد كان التركيز في هذه المرحلة على هدف جوهري يكمن في دراسة الوضع وزرع الوعي في أوساط الشعب وإشعاره بالوضعية المأساوية التي آلت إليها الجزائر بسبب السياسة الاستعمارية .
المرحلة الثانية من 1952 إلى 1954 :
تم خلال هذه المرحلة تجنيد الشعب لخوض معركة التحرير خاصة أولائك الذين كانوا جنودا في صفوف الجيش الفرنسي بالإضافة إلى جمع السلاح و تشكيل اللجان بمنطقة الجنوب الغربي.
مرحلة الثورة :
و يقول عن بداية هذه المرحلة " ولما تمت عملية التوجيه على أحسن وجه و أصبحت أترقب أمر الولاية الخامسة الشاملة للبيض وأفلو والأغواط حيث صدر أول أمر بتحميلي مسؤولية منطقة الهضاب العليا ، وثاني أمر أن نقتصر على الدفاع عن النفس فقط "
ويستطرد قائلا :" في خريف 1954 كنت أستعد للقاء مع جماعة من المناضلين بالبيض أمام مزرعة برابح الحاج أحمد القبلاوي رفقة الإخوة نوري البشير ولد ابراهيم وعبد القادر ولد المجدوب من الكاف لحمر فاجأتنا مجموعة من العساكر الفرنسيين وأمرتنا برفع الأيدي فأعطيت الأمر لرفاقي بالانبطاح وأطلقت برشاش متوسط طلقات أسقطت على إثرها مجموعة من جنود العدو وفعل الإخوان مثلي. فاشتد تبادل إطلاق النار فانسحبت مجموعة العدو باتجاه البيض "
ويضيف " وبعدها توجهت إلى بوقطب للاتصال بالأخ محمد قاضي لتبليغ الولاية الخامسة بما حدث ، ولقد طالعنا فجر1955 ولم تتغير أوامر قيادة الولاية الخامسة فقررت أول عملية هجومية استهدفت من خلالها قافلة من الشاحنات كانت تربط سعيدة بالبيض عند قنطرة أولاد سعدون "
وقد جاء هذا القرارا كما يقول مني منافيا لأوامر قيادة الولاية الخامسة .
أهم المعارك :
1. معركة عين سيدي علي: حدثت خلال سنة 1956 و قتل فيها 17 عسكري .
2. معركة خنق الأكحل : حدثت خلال سنة 1956 وشارك فيها حوالي 208 مجاهد
3. معركة حد الصحاري : قتل فيها 45 عسكري فرنسي وأسر فيها 35 آخرون .

وكونت العساكر الفرنسية حصارها المتكون من خمس أحزمة دائرية فاستشهد 25 مجاهدا يضاف إلى ذلك عدد من المواطنين ممن كانوا يرافقون قوافل التموين بدون سلاح وأسر 04 مجاهدين من الجرحى، وتحطمت أمام أعيننا طائرتان للعدو . إن خسائر الجيش الفرنسي كانت باهضة تفوق 1600 جنديا من فرنسيين وسنغاليين , أما دماء الجرحى منهم فكانت تتدفق على طول الطريق الرابط بين أفلو و تيارت باعث في أوساط المواطنين الفرحة والاعتزاز بثورة نوفمبر و وصلنا بعد انتهاء المعركة من الأخبار الواردة عن طريق مناضلي جبهة التحرير الوطني المتواجدين بالخارج , إنه تم تسجيل معركة بوقرقور بجبل لعمور كأعظم معركة عرفتها الجزائر في التراب الوطني كلها قبل هذا العهد .
ويقول رحمه الله في نهاية مذكراته:
إن مثل هذه الأعمال الجليلة والتي تخلد البطولات وترفع الهمم بمحافظتها على هوية الشعوب تتطلب دون شك كثيرا من الجهد مما ليس لي الآن ولكن الفضل يرجع إلى الذين ساعدوني من الشباب من أبناء البررة لهذا الوطن .
فالأمانة….. الأمانة و الصدق…… الصدق .
أو ليست ثورة نوفمبر نموذج الثورات التحريرية في إفريقيا والعالم كافة . فلتبق هذه الثورة بمحافظتها على عهد الشهداء الذين كسوا هذه الأرض بدمائهم الزكية . ولتكن جزائر الحرية والاستقلال بصدقها في حق التاريخ آمنة للأجيال التي صنعها نوفمبر 1954 .
فهذا الشبل من ذاك الأسد .
وما أنا إلا ابن لهذه الأمة ؟
فهكذا كونوا أو لا تكونوا
المجد و الخلود لشهدائنا الأبرار
وعاشت الجزائر حرة عزيزة موقرة .