تاريخ ابن خلدون

بسم الله الرحمن الرحيم
المجلد الأول
من تاريخ العلامة ابن خلدون
ص 5-61
يقول العبدُ الفقيرُ إِلى رحمة ربه ، الغنيُّ بلطفه ، عبدُ الرحمن بنُ محمد بن خلدون الْحَضْرَميُ وفَّقه الله تعالى : الحمد للّه الذي له العزَةُ والجبروتُ ، وبيدِهِ المُلكُ والملكوتُ ، ولهُ الأسماءُ الحُسنى والنُعوتُ ، العالِم فلا يعزُبُ عنه ما تُظْهِرُهُ النًجوى أو يُخفيهِ السُّكوتُ ، القادِرُ فلا يُعجِزُهُ شيءٌ في السَّماواتِ والأرضِ ولا يفوتُ . أنشأنا من الأرضِ نَسَماً، واستَعْمَرَنا فيها أجيالاً وأمماً، وَيسَّر لنا منها أرْزاقاً وقِسَماً . تكنُفُنا الأرحامُ والبُيوتُ ويكفُلُنا الرِّزقُ والقوتُ ، وتُبلينا الأيامُ والوقُوتُ ، وتَعتَوِرُنَا الآجالُ التي خُطَ عَلينا كتابُها الْمَوقوتُ ، وله البقاءُ والثُّبوت ، وهو الحيُّ الذي لا يموتُ ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على سيدنا ومَولانا محمَّد النَبيِّ الأمِّيّ العربيِّ المكتوبِ في التوراةِ والِإنجيلِ المنعوتِ ، الذي تمحضَ لفِصالهِ الكونُ قَبل ان تَتعاقَبَ الآحادُ والسبوتُ ، وَيتَبَايَنَ زُحَلُ واليَهْموتُ وشَهِدَ بصدقِهِ الحمامُ والعنكبوتُ ؛ وعلى آلِهِ وأصْحَابِهِ الَّذِينَ لهم في محبتهِ واتِّباعهِ الأثَرُ
لتحميل الكتاب اضغط هنا